
كان لطراز بوينج بي 17، الذي تحطمت إحدى طائراته في عرض دالاس التذكاري، دور هام في انتصار الولايات المتحدة على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية
اصطدمت طائرتان من طرازات عتيقة ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية ببعضهما البعض، مما أدى إلى تحطمهما في الجو أثناء عرض جوي في ولاية تكساس ومقتل 6 أشخاص على الأقل.
وأظهر مقطع فيديو تصادم الطائرتين على ارتفاع منخفض، والذي أدى إلى انشطار إحداهما إلى نصفين مع ظهور ما يشبه كرة نار ترتطم بالأرض.
قالت إدارة الطيران الفيدرالية تحطمت الطائرتان وهما من طراز بوينج بي-17 فلاينج فورتريس و بيل بي-63 كينج كوبرا في حوالي الساعة 1:20 مساءً بالتوقيت المحلي.
وقع الحادث في معرض وينجز أوفر دالاس الجوي في مطار دالاس التنفيذي، على بعد حوالي 10 أميال جنوب وسط مدينة دالاس.
قال بول مارتن، وهو عضو في الجمعية التاريخية للقوات الجوية للجيش، إن فلاينج فورتريس كانت قاذفة ثقيلة تشبه “شاحنة مقطورة”، كبيرة بما يكفي لحمل طاقم من 10 أو 11 شخصًا، في حين أن كينج كوبرا كانت طائرة مقاتلة طيار واحد.
وأضاف إنه كان على علم بوجود 9 قاذفات من طراز B-17 صالحة للطيران وطائرة واحدة فقط من طراز كينج كوبرا قبل تحطم الطائرة يوم السبت.
وقال: “إنه لأمر مفجع بالنسبة لي أن أسمع هذا، على المستوى الإنساني وعلى المستوى التاريخي”.
ولم يكن عدد الأشخاص على متن الطائرتين معلوما، لحظة وقوع الحادث. لكن اتحاد الطيارين المدنيين في الولايات المتحدة قال إن عضويه السابقين تيري باركر ولين روت كانا بين من لقوا حتفهم جراء الحادث.
وترجح تقارير أخرى نشرتها وسائل إعلام محلية أن نحو 6 أشخاص لقوا مصرعهم جراء التصادم.
وقال شاهد العيان كريس كراتوفيل – الذي كان بين الجمهور الذي حضر العرض الجوي “وينجر أوفر دالاس” السبت 12 نوفمبر ويتراوح عددهم من 4,000 إلى 6,000 شخصا إنه لم ير من قبل “جمهورا يسوده هذا القدر من الهدوء والسكون في غمضة عين”.

لحظة تصادم الطائرتان أثناء العرض الدوي فوق دالاس يوم السبت 12 نوفمبر 2022
وأضاف: “تحول الأمر من قمة الحماس والنشاط إلى الصمت المطبق والسكون التام بينما بدأ الكثيرون، وأنا منهم، في اصطحاب أطفالهم بعيدا بسبب وجود حطام طائرات محترق وسط المطار”.
وقالت هيئة الطيران الفيدرالية إنها فتحت تحقيقا في حادث التصادم الذي وقع أثناء العرض الجوي في إطار حدث يستمر لثلاثة أيام، والذي وصفه منظموه بأنه العرض الأمريكي الأول لطيران الحرب العالمية الثانية الذي يقام على شرف يوم المحاربين القدامى.
في عام 2019، سقطت قاذفة أخرى من طراز فلاينج فورتريس بي-17 في حادث مميت. لقي 7 أشخاص مصرعهم بعد أن تحطمت الطائرة التي أقلعت من مطار برادلي الدولي، بالقرب من هارتفورد بولاية كونيتيكت، في منشأة لإزالة الجليد بعد وقت قصير من إقلاعها، وفقًا لمجلس سلامة النقل الوطني.
ووجدت الوكالة أن خطأ الطيار وعدم كفاية الصيانة هما السبب في تحطم الطائرة.

حطام الطائرة البوينج بي 17 التي تحطمت خلال العرض الجوي الذي أقيم يوم السبت 12 نوفمبر 2022
وقال إريك جونسون، عمدة مدينة دالاس، إنها “مأساة مفجعة”، مؤكدا في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن “الفيديوهات تظهر أشياء ينفطر لها القلب. أرجوكم الدعاء من أجل تلك الأرواح التي صعدت إلى السماء للترويح عن أسرنا وتعليمهم”.
ولم يتحدد بعد عدد ضحايا الحادث، وفقا لجونسون الذي أكد عدم وقوع إصابات على أرض المطار.
وذكر الموقع الإلكتروني الخاص بالعرض الجوي أن الكثير من الطائرات كان من المقرر أن تشارك في جسر جوي السبت الماضي.
يُذكر أن الطائرات من طراز بوينج بي 17 Flying Fortress كان لها دور هام في انتصار الولايات المتحدة على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وكانت الطائرة الأخرى التي تحطمت جراء حادث التصادم من طراز كينج كوبرا P-63 التي استخدمت أيضا في الحرب العالمية الثانية، لكن استخدامها القتالي في تلك الحرب كان فقط في سلاح الجو للاتحاد السوفييتي السابق.
ويتراوح عدد طاقم الطائرة بي 17 بين 4 إلى 5 أشخاص بينما يمكن لطيار واحد فقط التحليق بالطائرة P-63، وفقا لهانك كوتس الذي يعمل لدى جمعية “القوات الجوية التذكارية” المنظمة للعرض الجوي، لكنه لم يتطرق إلى التأكيد على عدد الضحايا.
وقال كوتس: “هذا عرض جوي توضيحي لطلعات جوية أثناء الحرب العالمية الثانية حيث ركزنا على الطائرات وقدراتها”.
خاص: إيجيبت14
المصدر: بي بي سي – نيويورك تايمز