جامعة فلوريدا في جينزفيل، الكليات والجامعات مترددة في حظر برنامج الدردشة الآلي الجديد ChatGPT لأن المسؤولين يشكون في أن هذه الخطوة ستكون فعالة

يتجه كثير من الأساتذة والمعلمين عبر مستويات المدارس والجامعات الأمريكية المختلفة إلى إعادة النظر في طرق التدريس والمناهج، نظرا لاتجاه الطلاب إلى التحايل باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي صارت متوفرة الآن، وفق نيويورك تايمز.

لوحظ تحايل الطلاب هذا بعد إصدار تطبيق تشات جي بي تي ChatGPT من شركة أوبن أيه أي العام الماضي، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لصياغة أفكار متماسكة عن طريق المعلومات المتاحة على الإنترنت، من أجل إنتاج مقال أو محاضرة أو أي شكل آخر من الكتابة التي يصعب التفريق بينها وبين الكتابة الحقيقية.

ويشير التقرير إلى أن المدرسين في بعض الجامعات الأمريكية صاروا “يخفضون من الواجبات المنزلية المعتمدة على الكتاب المفتوح تدريجيا، والتي انتشرت خلال الجائحة لتقييم الطلاب واستمرت بعدها، لكنها لا يمكنها الصمود الآن أمام برامج الذكاء الاصطناعي”.

بعد أن انزعج أستاذ في جامعة نورث كارولينا من اكتشافه أن أحد الطلاب كتب مقال مطلوب منه في الفصل الدراسي بشكل رائع، ولكن عند مناقشته أعترف أنه استخدم برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT لكتابته دون تدخل من الطالب، قرر الأستاذ أنتوني أومان تغيير كتابة المقالات لمقرراته الدراسية هذا الفصل الدراسي.

يخطط الأستاذ لمطالبة الطلاب بكتابة المسودات الأولى في الفصل الدراسي، باستخدام أجهزة الكمبيوتر الجامعية التي تراقب نشاط الكمبيوتر وتقييده. في المسودات اللاحقة، يجب على الطلاب شرح كل جزء من المقال المطلوب.

يخطط الأستاذ أنتوني، الذي قد يتخلى عن المقالات في فصول دراسية لاحقة، لدمج ChatGPT في الدروس عن طريق مطالبة الطلاب بتقييم إجابات برنامج الذكاء الاصطناعي علي الفروض الدراسية.

في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بدأ أساتذة الجامعات مثل أنتوني أومان في إجراء إصلاحات علي الفصول الدراسية استجابة لبرنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT، مما أدى إلى حدوث تحول كبير في التدريس والتعلم.

يقوم بعض الأساتذة بإعادة تصميم المناهج بالكامل، وإجراء تغييرات تشمل المزيد من الاختبارات الشفوية والعمل الجماعي والتقييمات المكتوبة بخط اليد بدلاً من الاختبارات المكتوبة.

أصدرت شركة OpenAI برنامج ChatGPT، وهو نموذجها الأولي روبوت الدردشة للذكاء الاصطناعي الذي اكتسب الكثير من الجاذبية بين الجمهور لإجاباته التفصيلية الشبيهة بالإنسان على الاستفسارات

هذه التحركات جزء من معركة في الوقت الحقيقي مع موجة تكنولوجية جديدة تُعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي generative artificial intelligence.

يعد برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT، التي تم إصداره في نوفمبر الماضي من قبل مختبر الذكاء الاصطناعي OpenAI، في طليعة الموجة الثالثة من الذكاء الاصطناعي.

يُنشئ روبوت المحادثة نصًا واضحًا ودقيقًا بشكل مخيف استجابةً للمطالبات القصيرة، حيث يستخدمه الأشخاص لكتابة رسائل الحب والشعر وروايات المعجبين، وعملهم المدرسي.

أما في مراحل التعليم الأساسي، يضطر العديد من المعلمين والإداريين إلى فرض ضوابط صارمة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل حجب دخولها عن طريق شبكة الـ واي فاي الخاصة بالمدرسة.