
إن الروبوتات البشرية مثل هذه، التي تم تصويرها في دالاس عام 2010، ليست الأشياء الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى رد فعل غريب في الوادي.
ماذا يعني أن تكون إنسانا؟ عندما يطرح الروبوت هذا السؤال، قد يثير مشاعر عدم الارتياح، في الواقع عندما تبدأ الكائنات الاصطناعية في التصرف أو تبدو بشرية إلى حد ما، قد تواجه ظاهرة الوادي الغريبة.
يطرح فيلم المنتج الإنجليزي جاريث إدواردز الجديد The Creator هذا السؤال الأساسي. في الفيلم، تتحقق أسوأ مخاوفنا بشأن الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي قد يبدو حديثًا، إلا أن مخاوف الذكاء الاصطناعي قد تمس الغرائز البشرية الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
استخدم أستاذ الروبوتات الياباني ماساهيرو موري مصطلح الوادي الغريب (Uncanny Valley) لأول مرة في مقال عام 1970، في محاولة لتفسير حالة الغرابة وعدم الارتياح التي نشعر بها أحيانا تجاه الروبوتات، وفقا لناشونال جيوجرافيك.
عادة ما تثير الروبوتات استجابات عاطفية إيجابية لدينا حين تحمل سمات قريبة من البشر، لكن هذا الإعجاب يتراجع بشكل فوري عندما يغدو الشبه أكثر من اللازم، بحسب موري.
محاولات لتقديم نظريات تفسر الظاهرة
على الرغم من أن مفهوم الوادي الغريب موجود منذ نصف قرن، إلا أن العلماء ما زالوا يناقشون السبب وراء تسبب الروبوت الذي يشبه البشر في الكثير من الانزعاج لنا. وتتراوح النظريات بين إدراك التهديد الذي يهدد إحساسنا بالإنسانية.
أو أن عقولنا تفترض تلقائيا أن هذه الروبوتات بشر، ومن ثم ترى النواقص فيها باعتبارها مريضة أو مصدرا لعدوى محتملة.
إضافة إلى ذلك، يمكن تفسير الظاهرة بأن ميلنا إلى إسناد الصفات الشبيهة بالبشر والوعي إلى كائنات مصطنعة يؤدي إلى حالة من التنافر المعرفي والارتباك.
وفي الوقت نفسه، يعمل علماء الروبوتات وباحثو الذكاء الاصطناعي بجد لعبور الوادي الغريب، على أمل جلب الروبوتات الاجتماعية إلى الحياة اليومية.
في المستقبل، يمكن أن تكون الروبوتات والذكاء الاصطناعي بمثابة مقدمي الطعام والشراب في المطاعم، أو رعاية كبار السن، أو تعليم الأطفال القراءة، أو الجلوس كمرضى في كلية الطب. إن قدرة الروبوتات على عبور الوادي وكيفية ذلك يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعلنا معها في المستقبل.

قامت الروبوت الياباني سكاي لارك Skylark باختبار الجرسونات الآلية في المطاعم العائلية في طوكيو
تساؤلات أخلاقية
يسعى الباحثون في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي إلى سد فجوة “الوادي الغريب”، من أجل الوصول إلى تصنيع روبوتات أكثر واقعية وتكاملا من الناحية الاجتماعية.
ومع ذلك تظهر تساؤلات أخلاقية، منها إلى أي مدى يمكن أن تشبه الروبوتات البشر، وكمية المعلومات التي يجب أن يعرفها الذكاء الاصطناعي عنا.
يميل بعض الخبراء إلى أن الروبوتات يحب أن تشبه البشر بالكامل، مثل خبير الروبوتات والتفاعلات بين البشر والذكاء الاصطناعي بجامعة إنديانا كارل ماكدورمان.
بينما يؤمن آخرون مثل بيلج موتلو أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ويسكونسن ماديسون، بأن الأهم من شكل ومظهر الروبوت أن يكون مصمما بشكل هادف وحذر لمهام محددة، بدلا من محاولة استبدال عملية صنع القرار البشري.
المصدر: ناشونال جيوجرافيك – إنتربرايز

