وفاة القرصان أدريان لامو بطل أشهر قضية تسريبات في أمريكا

لامو قرصن مواقع نيويورك تايمز ومايكروسوفت وياهو

توفي قرصان الإنترنت الشهير أدريان لامو عن عمر يناهر 37 عاما ولم تعرف بعد ملابسات وفاته، وذلك بحسب ما كتب والده في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ولد لامو عام 1981 وهو أمريكي من أصل كولومبي وفي بداية الألفية عرف لامو باسم الهاكر المشرد حيث كان يستخدم المقاهي والمكتبات ومقاهي الإنترنت أماكن لتنفيذ اختراقاته لمواقع إلكترونية لشركات شهيرة مثل نيويورك تايمز ومايكروسوفت وياهو واعتقل عام 2003.

لكنه تحول لاحقا إلى هاكر أخلاقي وعمل مستشارا بأمن الكمبيوتر، وساعد في تسليم السلطات الأمريكية الجندي برادلي مانينج، الذي تحول لامرأة لاحقا، والمتهم بأنه مصدر تسريب فيديو غارة جوية امريكية في بغداد إلى موقع نشر الوثائق السرية الشهير ويكيليكس في يوليو 2007 والذي كانت قضيته محل اهتمام الولايات المتحدة.

ففي دردشة على الإنترنت وثق فيه الجندي مانينج وأخبره بتسريباته إلى موقع ويكيليكس فما كان من لامو سوى أنه حمل تلك المحادثات إلى السلطات.

قضية تشيلسي مانينج

في يناير 2017 أصدر الرئيس الأمريكي السابق ، باراك أوباما، أمرا بتخفيف الحكم الصادر ضد تشيلسي مانينج، المدانة بتسريب مستندات خاصة بالجيش الأمريكي، على أن يُطلق سراحها في مايو.

وكانت مانينج جنديا أمريكيا من الدرجة الأولى، يُعرف باسم برادلي، عندما قام بتحميل آلاف الوثائق السرية من أجهزة كمبيوتر رئيسية خاصة بالجيش، بحسب قرصان إلكتروني تعرفت عليه. وتحول مانينج لاحقا إلى امرأة تشبه المغنية ليدي جاجا.

مانينج صدر ضده حكم بالسجن 35 عاما

وأمضت مانينج، التي تبلغ من العمر 29 عاما، 6 أعوامٍ من الحكم الصادر ضدها بالسجن 35 عاما، بعدما أدينت بـ 20 تهمة متعلقة بالتسريبات، منها التجسس. وبُرأت ساحتها من أخطر التهم، وهي مساعدة العدو.

وبعد الحكم عليها، قالت مانينج، التي ولدت رجلا، إنها ترغب في أن تعيش حياتها كامرأة، واتخذت تشيلسي اسما لها.

وخاضت مانينج صراعا مع الجيش حول خضوعها لعملية تحويل للجنس، وهو الصراع الذي شهد كذلك محاولتها الانتحار.

وفي نوفمبر، ناشدت تشيلسي الرئيس أوباما تخفيف ما تبقى من حكمها إلى فترة السنوات الست التي قضتها بالفعل في السجن. وقالت إنها تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن أفعالها، وإنها لا تطالب بعفو رئاسي.

ولم يُستجب لطلب تشيلسي إلا قبل 3 أيام من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

مضحكة نوعا ما

وكما يقول محلل استخباراتي في الجيش الأمريكي، تمكنت مانينج من الوصول إلى كمٍ هائلٍ من المعلومات الشديدة الحساسية.

لكن باعتباره جنديا من الدرجة الأولى، كانت مانينج صاحبة رتبة متدنية وتتقاضى راتبا متواضعا نسبيا.

ووفقا لأصدقائها، شعرت مانينج بالإحباط من العمل في وظيفة عسكرية بدت لها غير حيوية.

ويبدو أن حياتها الشخصية تعرضت لهزةٍ عنيفةٍ بعدما أُرسلت إلى العراق عام 2009.

وانضمت مانينج إلى صفوف الجيش عام 2007 بعد التنقل في وظائف متدنية الرواتب.

وولدت مانينج في ديسمبر عام 1987، وانتقلت إلى بلدة كريسينت الصغيرة في ولاية أوكلاهوما. وتقول تقارير إن والدها، براين، عمل في الجيش لمدة 5 أعوام.

وانفصل والداها عندما كانت في سن المراهقة، وانتقلت مع والدتها إلى مدينة هافرفوردوست جنوب غربي ويلز.

وفي فترة المراهقة، كان يشاع أن مانينج متهورة، وكانت عادة ما تتعرض للسخرية بسبب تصرفاتها الغريبة.

وقال صديق مانينج في ويلز، جيمس كيركابتريك، لـ بي بي سي، إنها “كانت شخصيةً مضحكةً نوعا، وكانت في الحقيقة ذكية” ومهووسة بأجهزة الكمبيوتر.

وبعد إتمام الدراسة الثانوية، عادت مانينج إلى الولايات المتحدة الأمريكية وانضمت إلى الجيش. ويقول أصدقاؤها إنها انضمت إلى الجيش للمساعدة في دفع تكاليف الكلية. وقالت مانينج في وقتٍ سابقٍ إنها انضمت إلى الجيش على أمل أن تتخلص من رغبتها في التحول من رجلٍ إلى امرأة.

وأُرسلت مانينج إلى العراق في أكتوبر. لكن الرسائل التي كانت تنشرها على فيسبوك كانت تشير إلى أنها أبعد ما تكون عن السعادة.

وكتبت مانينج على حسابها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في بداية شهر مايو عام 2010 أنها “محبط للغاية من الناس والمجتمع ككل.”

كما كتبت قبل أسبوع من ذلك :”برادلي مانينج يواجه الآن شعورا جما بأنه لم يتبق له أي شيء على الإطلاق”.

طالبت احتجاجات بإطلاق سراح مانينج

لكن بعد أسابيع، أصبحت كلماته بمثابة نبوءة بالمستقبل عندما ألقى محققون عسكريون القبض عليها بتهمة الاشتباه في سرقة معلوماتٍ سريةٍ.

وقال لامو حينئذ لوسائل الإعلام العالمية كيف قدمت مانينج البيانات المسروقة خلال محادثاتٍ بينهما عبر الإنترنت.

ولكنه أضاف أن الجندية الشابة تعرضت لتعذيب نفسي وتصرفت بدافع الرغبة في إطلاع الجمهور وليس لمساعدة خصوم الولايات المتحدة.

وأثناء استجوابها من محامي الدفاع، قال لامو إن مانينج عاطفية جدا وتعاني من مشاكل جنسية.

وكتبت مانينج، وفقا لمخطوط رسائلها التي نشرها موقع “ويرد” الإلكتروني: “مع ضعف خوادم حفظ البيانات، وضعف عملية تسجيل الدخول للبيانات، وضعف التأمين، وضعف الاستخبارات المضادة، وضعف تحليل الإشارة… كان الاقتحام مثاليا”.

وأثناء جلسة استماع محاكمتها عسكريا في أغسطس 2013، أقر طبيبٌ نفسي عسكري بأن مانينج تعاني صراعا داخليا بسبب النوع، وأنها ترغب في التحول من رجل إلى امرأة.

وفي مارس 2011، وجه الجيش الأمريكي 22 تهمة لمانينج، تتعلق بحيازة غير قانونية لأكثر من 720 ألف وثيقةٍ دبلوماسيةٍ وعسكريةٍ سريةٍ وتوزيعها.

ومن بين الملفات التي سُربت لموقع ويكيليكس، مقطع فيديو لمروحيةٍ من طراز أباتشي تقتل 12 مدنيا في بغداد عام 2007.

ونشر موقع ويكيليكس عشرات الآلاف من الوثائق التي تتعلق بالحرب في أفغانستان.

كما كشف الموقع بعد ذلك عن آلاف الرسائل الحساسة التي كتبها دبلوماسيون أمريكيون، وسجلاتٍ عسكريةٍ من الحرب في العراق، على نحوٍ تسبب في حرجٍ كبيرٍ للحكومة الأمريكية.

وقالت مانينج أمام المحكمة إنها سربت الوثائق لتشعل جدلا عاما في الولايات المتحدة، يتعلق بدور الجيش والسياسة الخارجية الأمريكية.

وأثناء جلسة استماعٍ تاليةٍ، اعتذرت عن “إلحاق الضرر بالولايات المتحدة” وقالت إنها اعتقدت خطأ أنها تستطيع أن “تغير العالم إلى الأفضل”.

“أنا تشيلسي مانينج”

وبعد يومٍ من الحكم عليها بالسجن لمدة 35 عاما، قالت مانينج إنها ترغب في أن تعيش كامرأة.

وقالت في بيان لبرنامج “توداي” لقناة إن بي سي : “أنا تشيلسي مانينج، أنا امرأة”.

بعد يومٍ من الحكم عليها بالسجن لمدة 35 عاما، قالت مانينج إنها ترغب في أن تعيش كامرأة

وأضافت أنها تشعر بأنوثةٍ منذ الطفولة، وترغب في أن تبدأ علاجا هرمونيا، وأن يناديها الجميع باسم تشيلسي.

وفي 2014 غيّر أحد القضاة العسكريين اسم مانينج الرسمي من “برادلي إدوارد مانينج” إلى “تشيلسي إليزابيث مانينج”.

وحاولت مانينج الانتحار في سجن ليفينوورث في كانساس عام 2016. وقالت بعد ذلك إنها أقدمت على الانتحار بسبب صراعها من أجل إجراء عملية جراحية لتغيير الجنس.

وبعد أشهرٍ، أضربت عن الطعام حتى وافق الجيش على إجراء جراحةً لتصبح امرأة تدعى “تشيلسي”.

كان لامو قد قال إنه سيعاني الندم طوال حياته لو صدر حكم لمدة طويلة ضد مانينج التي تستعد الأن لخوض انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند.

وصف جوليان أسانغ مؤسس ويكيليكس لامو بأنه “مخادع وخائن للقيم الإنسانية الأساسية.”


المصدر: بي بي سي

فكرة واحدة على ”وفاة القرصان أدريان لامو بطل أشهر قضية تسريبات في أمريكا

  1. تعقيب: 5 خطوات لتصبح من صائدي الثغرات | كان هناك

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.