
هذه الصورة توضح شعار ما يُعرف بـ “جيش أوكرانيا الإلكتروني”
دعت الحكومة الأوكرانية القراصنة والمتطوعين السيبرانيين على مستوى العالم إلى استهداف المواقع الروسية. دعوة وجدت استجابة كبيرة، إذ انضم الآلاف إلى “جيش أوكرانيا الإلكتروني”، لكن هناك تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة.

دعا إيجور أوشيف، المؤسس المشارك لشركة الأمن السيبراني الأوكرانية، قراصنة متطوعين إلى مهاجمة مواقع ذات صلة بالحكومة الروسية
يشار إلى ما يقوم به ينس وغيره يأتي في إطار ما يعرف بـ” الحرب الإلكترونية ” التي تعود لعقود حيث تعمل الدول على شن عمليات إلكترونية تستهدف أعداءها أو الحصول على معلومات حساسة أو حتى نشر الارباك والفوضى في الفضاء الإلكتروني خلال الحروب.
بيد أن اللافت في الحرب الروسية ضد أوكرانيا هو هذا الانتشار الكبير بشكل غير مسبوق لما قد يُطلق عليه “حرب العصابات الإلكترونية” حيث تعمل مجموعات كبيرة من القراصنة أو المتسللين غير التابعين لأي دولة على استهداف مواقع روسية من دون تنسيق وبشكل مستقل، وفقا لما تشير إليه المقابلات التي أُجريت مع عدد منهم.
نواة “الجيش الالكتروني الأوكراني”
وجاءت فكرة تجنيد قراصنة متطوعين ليهاجموا مواقع إلكترونية روسية مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 من فبرايرالماضي.
وفي هذا السياق، قال إيجور أوشيف، المؤسس المشارك لشركة الأمن السيبراني الأوكرانية، إنه مع شن أولى الغارات الروسية، بدأ خبراء مدنيون يعملون في مجال الأمن السيبراني في أوكرانيا بالتواصل مع الحكومة لعرض إمكانية تقديمهم يد العون.
وفي مقابلة مع DW عبر الهاتف من موقع قرب العاصمة كييف،قال أوشيف إن “دافعنا الوحيد هو وقف هذه الحرب”.
وأضاف أن هؤلاء الخبراء عمدوا على تشجيع أقرانهم للاصطفاف معهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الدعوة لاقت قبولا من المئات حيث وصل عددهم إلى ألف شخص، على حد قوله.
وقال إن هذه العناصر باتت بمثابة “نواة” للجيش الإلكتروني في أوكرانيا حيث يعملون بشكل وثيق مع الحكومة، مضيفا أن الهدف يتمثل في جمع معلومات استخبارية حول الحرب والأهداف المحتملة في روسيا لإرسالها إلى الحكومة.
“أنونيموس” على خط المواجهة
وفي هذا السياق، دخلت مجموعة ” أنونيموس ” على خط المواجهة إذ بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أكدت المجموعة عبر تويتر أنها ” تخوض حربا إلكترونية ضد الحكومة الروسية “.

وزارة الرقمنة الاوكرانية ترسل عبر تطبيق “تلجرام” تعليمات بالمواقع الإلكترونية الروسية التي يتعين استهدافها
ومنذ ذلك، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الإلكترونية بما في ذلك قرصنة قنوات تلفزيونية رسمية في روسيا.
وفي مقابلة مع DW، قال عضوان يعملان في هذه المجموعة إن “مئات” الأشخاص ينفذون عمليات قرصنة متطورة فضلا عن وجود عدد من المتطوعين أقل خبرة ومهارة في مجال القرصنة يعملون على نشر المعلومات حول الحرب بين الروس إذ يستخدمون موقعا إلكترونيا يسمح لمستخدميه بإرسال رسائل إلكترونية ورسائل عبر تطبيق “واتس آب” إلى الجمهور الروسي بشكل عشوائي أو حتى الاتصال بهم.
ويقف وراء هذا الموقع مجموعة تُعرف باسم “الفرقة 303” ذات الصلة بـ “أنونيموس” والتي بدأت عملها في بولندا لتضم حاليا أكثر من 100 شخص حول العالم، وفقا لما ذكره أحد أعضائها في مقابلة مع DW.
وأضاف أن هؤلاء يعملون في دول عدة مثل اليابان وإستونيا وألمانيا وفرنسا، مضيفا أن هذا الموقع قد سمح بإرسال 40 مليون رسالة إلى أشخاص في روسيا خلال الشهر الأول من الحرب الروسية.
MORE: Since declaring ‘cyber war’ on Kremlin’s criminal regime, #Anonymous has hacked over 2500 websites of Russian & Belarusian gov’t, state media outlets, banks, hospitals, airports, companies & pro-russian ‘hacking group’ in support of #Ukraine. #OpRussia
— Anonymous TV 🇺🇦 (@YourAnonTV) March 17, 2022
تعليمات أوكرانية للمهاجمين
وانضم إلى هذه “الحرب الإلكترونية” عناصر متطوعة أقل خبرة في مجال الأمن السيبراني حيث يديرون برامج القرصنة دون فهم كامل لكيفية عملها تلبية لدعوة لوزير الرقمنة في الحكومة الأوكرانية عبر تويتر كانت تضم رابطا لقناة في تطبيق “تلجرام” بها إرشادات باللغتين الأوكرانية والإنجليزية حيث تنشر يوميا قائمة بخوادم أو “آي بي” خاصة بمواقع روسية لاستهدافها على أمل تعطيلها.
وتعد هذه القناة – التي تجاوز عدد مشتركيها أكثر من 300 ألف، المنصة التي يقوم ينس بتفحصها صباح كل يوم لمعرفة الأهداف التي يتعين عليه إنجازها.
نتائج عكسية
ورغم انخراط الحكومة الأوكرانية في “حرب عصابات إلكترونية”، إلا أن خبراء أطلقوا تحذيرا من أن هذه العملية قد تأتي بنتائج عكسية إذ قد يدمر هؤلاء القراصنة أهدافا غير مقصودة بالخطأ أو قد يتسببوا في دفع قراصنة روس يتمتعون بمهارة أكبر إلى الانخراط في هذا الصراع الإلكتروني كرد فعل.
وفي ذلك، حذر دينيس كينجي كيبكر، أستاذ في مجال قوانين الأمن السيبراني في جامعة بريمن الإلمانية، منأن مثل هذه الهجمات تحمل في طياتها “مخاطر التصعيد”.
وأضاف أن معظم المنخرطين في “حرب العصابات الإلكترونية” لا يدركون أنهم ينتهكون القانون.
بيد أن ينس أقر بأن ما يقوم به يعد نشاطا غير قانوني، مضيفا “أنا شخص عادي والتزم بالقانون بشدة حتى أني لا أخالف إشارات المرور، وبالتأكيد في وقت السلم، لن أفعل ذلك أبدا”، في إشارة إلى مشاركته في مهاجمة مواقع إلكترونية مرتبطة بالحكومة الروسية.
وأرجع قراره إلى الصور التي شاهدها للقصف الذي طال مسرحا في مدينة ماريوبول الأوكرانية في منتصف مارس الجاري، خاصة كلمة “أطفال” كُتبت بالروسية خارج المسرح.
وقال إن هذا الأمر هو ما دفعه إلى الانخراط في هذا النشاط، مضيفا “هناك حرب دائرة، لذا أعتبر نفسي جزءا منها كباقي الأشخاص الذين يعملون في جيش أوكرانيا الإلكتروني”.
المصدر: DW