
قالت شركة تسلا للسيارات التي يملكها إلون ماسك في فبراير 2021 إنها اشترت حوالي 1.5 مليار دولار من عملة بيتكوين المشفرة في يناير 2021 وتتوقع أن تبدأ في قبولها كوسيلة دفع في المستقبل.
باعت شركة تسلا، التي خلقت بلبلة العام الماضي عندما كشفت النقاب عن استثمار كبير في عملة “البتكوين”، معظم ما تملكه من العملة الرقمية المشفرة، فقد باعت الشركة ما يقدر بـ 936 مليون دولار خلال الربع الثاني من هذا العام وفقا لما أعلنته الشركة يوم الأربعاء 20 يوليو.
يبلغ إجمالي ما تملكه الشركة من الأصول الرقمية المتبقية حوالي 218 مليون دولار، بانخفاض حاد عن مخزونها السابق البالغ 1.2 مليار دولار، والذي لم يمسه أحد خلال التسعة أشهر السابقة.
في الربع الأول من عام 2021، اشترت تسلا ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة الرقمية بيتكوين.
وتخلصت الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية من 75% مما تملكه من العملة الرقمية البتكوين، والتي بلغت قيمتها حوالي 2 مليار دولار في نهاية 2021.
وتأتي خطوتها هذه مع هبوط في قيمة العملة الرقمية، حيث تراجعت بأكثر من 50% هذا العام.
وقالت شركة تسلا إنها اشترت عملات تقليدية بمبلغ الـ 936 مليون دولار الذي جنته من مبيعات البتكوين.
وكان رئيس إدارة شركة تسلا إيلون ماسك من بين أبرز المناصرين للعملة الرقمية المشفرة، حيث كانت تؤدي تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي عادة إلى نشاط كبير في تداول العملة.
وأدى استثمار تسلا في البتكوين، الذي كشف النقاب عنه في 2021، إلى زيادة في الطلب على العملة. وارتفع سعر العملة الرقمية المشهورة بتقلباتها العام الماضي ليصل إلى قرابة 70 ألف دولار في نوفمبر قبل أن ينهار.
والآن يتم تداول عملة البتكوين بسعر يقل عن 25,000 دولار.
ماذا قال ماسك عن بيع البيتكوين

يرى خبراء أن سبب صعود بيتكوين يرجع إلى شخصيات مثل إيلون ماسك
في مكالمة مع المحللين يوم الأربعاء 20 يوليو، قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، “يجب الإشارة إلى أن السبب وراء بيع مجموعة من مقتنيات بيتكوين الخاصة بنا هو أننا لم نكن متأكدين من الوقت الذي ستخفف فيه عمليات إغلاق كورونا في الصين. لذلك كان من المهم بالنسبة لنا لتعظيم مركزنا النقدي، نظرًا لعدم اليقين بشأن عمليات الإغلاق في الصين بسبب وباء كورونا”.
وأضاف ماسك: “نحن بالتأكيد منفتحون على زيادة حيازاتنا من بيتكوين في المستقبل، لذا لا ينبغي اعتبار هذا بمثابة حكم على بيتكوين. إنه فقط لأننا كنا قلقين بشأن السيولة الإجمالية للشركة، نظرًا لإغلاق كوفيد في الصين. لم نبيع أيًا من العملة الرقمية دوجي كوين Dogecoin الخاص بنا “.
بيع سيارات تسلا بالعملة الرقمية
كانت شركة تسلا قد توقفت العام الماضي عن قبول البتكوين في دفع أثمان سياراتها، مستشهدة بالمخاوف حول التأثير المناخي لعمليات التعدين الخاصة بـ البتكوين المستهلكة للطاقة بكثافة.
وقال ماسك، حينها، على وسائل التواصل الاجتماعي إن الشركة لن تبيع عملات البتكوين التي تملكها.
وكشفت تسلا عن مبيعات الأصول التي تملكها من العملة الرقمية في إطار تحديثها الربع سنوي المنتظم. وقالت إن البتكوين كانت أحد العوامل التي أثرت سلباً على أرباح الشركة.
ومع ذلك، فإن الشركة كشفت عن أرباح أعلى من المتوقع خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو حيث أن الارتفاع في سعر سياراتها الأكثر مبيعاً ساعد في تعويض التحديات التي واجهتها، ومن بينها عمليات الإغلاق في الصين بسبب كوفيد- 19.
ووعدت أيضاً بنتائج “محطمة للرقم القياسي للنصف الثاني” من العام.
وقالت تسلا إن انتاج مصنعها في الصين ارتفع إلى رقم قياسي شهري مع رفع القيود المتعلقة بكوفيد-19.
وقال ماسك إن الإنتاج ارتفع أيضاً في المصانع الجديدة للشركة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة.
وكان قد وصف المصنعين في برلين وأوستن بولاية تكساس الأمريكية بأنهما “أفران عملاقة للأموال”.
يُذكر أن أسهم شركة تسلا انخفضت هذا العام بنسبة تقارب 40%.

البتكوين خسرت أكثر من 50% من قيمتها
وعد آخر من ماسك لم يف به
يقول جيمس كلايتون، مراسل شؤون التكنولوجيا في أمريكا الشمالية، في بي بي سي إن إيلون ماسك لجأ العام الماضي إلى منصة التواصل الاجتماعي تويتر ليحدد موقف شركة تسلا من عملة البتكوين.
وقال: “تسلا لن تبيع أي من عملات البتكوين الرقمية التي تملكها”. وبدا هذا الكلام وكأنه موقف حازم.
إلا أن التصريحات الصادرة من فم أغني رجل في العالم يجب أن لا تُؤخذ على عواهنها.
فنحن نعلم الآن أنه بعد مرور عام واحد على تلك التغريدة على تويتر، باعت تسلا معظم ما تملكه من عملات البتكوين.
هل تلحظون نمطاً هنا ربما؟
فسواء كان الوعد بتقنية لا تحتاج إلى سائق أو شراء شركات لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن تصريحات ماسك لا تتحقق دائماً.
ولا يبدو أن هذا الأمر قد ألحق الضرر بعمله، حتى الآن. لكن هذا يُعتبر فرصة تذكير أخرى بأن كلماته، التي يمكنها أن تحرك أسواقاً، ليست محفورة في الصخر.
وتعتبر هذه الخطوة خبراً سيئاً بالنسبة لـ البتكوين وللعملات الرقمية المشفرة بوجه عام. فماسك يعتبر من المناصرين للعملات الرقمية، وساعد في رفع قيمة عملات مثل البتكوين ودوجكوين.
وقال ماسك إن هذه الخطوة ليست موقفاً من بتكوين وإنما تتعلق أكثر بالحاجة إلى السيولة النقدية.
لكنه وصف العملة الرقمية المشفرة بأنها “عرض جانبي لعرض جانبي”. وهذا وصف لا يُعد تأييداً مدوياً للعملة.
المصدر: بي بي سي – ياهو نيوز