
ارتفاع مبيعات الأسلحة في العالم العام الماضي رغم استمرار أزمة سلاسل التوريد
أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة الطلب على التسلح فيما سعت دول غربية إلى تعويض الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا. ورغم ذلك، ذكر تقرير صدر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) أن الحرب قد تعيق الإنتاج العسكري.
أفاد تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) باستمرار أكبر 100 شركة أسلحة في العالم في بيع الأسلحة خلال العام الماضي، بيد أن هذا النمو قد تأثّر بشدّة بسبب مشكلات تتعلق بسلاسل التوريد العالمية.
وقد أشار التقرير الذي نُشر الاثنين (5 ديسمبر 2022) إلى أن النقص الناجم عن جائحة كورونا قد لعب دورا في تباطؤ نمو مبيعات الأسلحة بزيادة بلغت 1,9% العام المنصرم مقارنة بعام 2020 وسط توقعات بأن الحرب في أوكرانيا ربما تتسبب في تباطؤ مماثل لصناعة التسليح سواء على المدى القريب أو المتوسط.
الحرب في أوكرانيا ومبيعات الأسلحة
في الوقت الذي أدى فيه الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير الماضي إلى زيادة الطلب على الأسلحة خاصة في البلدان الغربية، فقد نجم عن الصراع أزمة تعرضت لها شركات الأسلحة تمثلت في إشكالية الحصول على المواد الخام والمكونات الأولية.
وقد أشار معهد سيبري إلى أن روسيا تعد موردا رئيسيا للمواد الخام المستخدمة في التسليح والإنتاج العسكري، مؤكدا على أن هذا الأمر قد “يعيق جهود الولايات المتحدة وأوروبا في الوقت الحالي لتعزيز قدرة الجيوش وتجديد المخزون العسكري لديها، عقب تزويد أوكرانيا بأسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات”.

نسبة مبيعات الأسلحة لأكبر الشركات المنتجة لها في العالم عن عام 2021
ورغم أن الحرب أدت إلى زيادة إنتاج الشركات الروسية، إلا أن التقرير قال إن هذه الشركات قد واجهت صعوبة في الحصول على تكنولوجيا أشباه الموصلات، خاصة في ظل اشتداد العقوبات الغربية التي كبحت جماح الشركات الروسية وقيدت تعاملاتها الخارجية.
وفي ذلك، يقول دييغو لوبيز دا سيلفا كبير الباحثين في المعهد، إن عملية زيادة الإنتاج سوف “تستغرق وقتا، خاصة إذا استمرت اضطرابات سلاسل التوريد، فإن الأمر قد يستغرق سنوات كي تتمكن بعض شركات الأسلحة الرئيسية في تلبية الطلب الجديد (على التسليح) الناجم عن الحرب في أوكرانيا.”
ماذا حدث في عام 2021؟
سلط التقرير الضوء على مبيعات الأسلحة خلال العام الماضي، فيما يبدو أن أزمة سلاسل التوريد المرتبطة بالجائحة قد أدت إلى تباطؤ النمو. وفي هذا الصدد، تقول لوسي بيرود سودرو، مديرة برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد سيبري، “كنا نتوقع أن يشهد عام 2021 نموا أكبر في مبيعات الأسلحة مع عدم استمرار أزمة سلاسل التوريد، لكن شركات الأسلحة سواء الكبيرة أو الصغيرة قد ذكرت ان مبيعاتها تأثرت خلال العام. فيما أبلغت بعض الشركات مثل إيرباص وجنرال دايناميكس عن نقص في العمالة”.

تسعي بلغاريا لشراء طائرات F-16 وستكون أكبر عملية شراء عسكرية لبلغاريا منذ سقوط الشيوعية
أمريكا تهيمن على السوق
حظيت شركات الأسلحة التي تتخذ من الولايات الأمريكية مقرا لها، على نصيب الأسد في القائمة التي تضم أكبر 100 شركة أسلحةً مع تواجد أربعين شركة على الأراضي الأمريكية.
وقد استحوذت الشركات الأمريكية على أكثر من نصف المبيعات العالمية بما يصل إلى 299 مليار دولار من إجمالي المبيعات العالمية التي بلغت 592 مليار دولار.
يشار إلى أنه منذ عام 2018 تتخذ الشركات الخمس التي تحتل صدارة القائمة، من الولايات المتحدة مقرا لها. وكانت أمريكا الشمالية هي المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضا في مبيعات الأسلحة خلال العام المنصرم بلغ 0,8 بالمائة مقارنة بعام 2020 فيما يرجع ذلك بشكل جزئي إلى ارتفاع التضخم في الاقتصاد الأمريكي خلال عام 2021.

لقطة مقرّبة لرأس صاروخ سايدويندر على طائرة مقاتلة
أوروبا- عام مثمر لشركات صناعة السفن
وقال التقرير إن 27 شركة في قائمة أكبر 100 شركة أسلحةً تتخذ من أوروبا مقرا لها، فيما شهدت المنطقة زيادة إجمالية في مبيعات الأسلحة بلغت 123 مليار دولار ما يعني ارتفاعا بنسبة 4,2% مقارنة بعام 2020.
وفي الوقت الذي كان فيه عام 2021 مربحا للشركات المتخصصة في صناعة السفن، فإن الأمر لم يكن كذلك للشركات المصنعة للطائرات. وفي هذا السياق، يقول لورنزو سكارازاتو، الباحث في معهد سيبري، إن معظم الشركات الأوروبية المتخصصة في مجال الطيران العسكري تكبدت خسائر خلال العام الماضي بسبب اضطرابات سلاسل التوريد. ويضيف “لكن في المقابل، بدت شركات بناء السفن في أوروبا أقل تضررا من تداعيات جائحة كورونا حيث تمكنت من زيادة مبيعاتها في عام 2021”.
وعلى وقع مبيعات أسلحة بلغت 4,5 مليار دولار، احتلت شركة راينميتال الألمانية للأسلحة المرتبة الأولى في ألمانيا رغم تراجع مبيعاتها بنسبة 1,7% عام 2021 بسبب جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد.

التغيرات التي طرأت علي مبيعات شركات الأسلحة ما بين عامي 2020 و 2021
آسيا- نمو ملفت!
ضمت قائمة أكبر 100 شركة أسلحةً 21 شركة تتخذ من قارتي آسيا وأوقيانوسيا مقرا لها بمبيعات بلغت 136 مليار دولار في عام 2021 بزيادة قدرها 5,8% عن عام 2020.
وبلغ إجمالي مبيعات الأسلحة الصينية الثماني المدرجة في القائمة أكثر من 109 مليارات دولار بزيادة بلغت 6,3% خاصة شركة صناعة بناء السفن الصينية (CSIC) التي تعد الآن أكبر شركة متخصصة في العالم في بناء السفن العسكرية، حيث بلغت مبيعاتها من الأسلحة 11,1 مليار دولار.
وضمت القائمة أيضا 4 شركات من كوريا الجنوبية، حيث نمت مبيعاتها من الأسلحة بنسبة 3,6% مقارنة بعام 2020 لتصل إلى 7,2 مليار دولار. فيما حققت شركة هانوا الرائدة في الصناعات الدفاعية زيادة بنسبة 7,6% مع توقعات بارتفاع النمو عقب إبرام صفقة تسليح مع بولندا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان 2021 العام الأول التي حظيت فيه شركة NCSIST التايوانية بتواجد في قائمة المئة الكبار، إذ بلغت مبيعات الشركة المتخصصة في مجال تصنيع الصواريخ والإلكترونيات العسكرية، قرابة 2 مليار دولار.

استحوذت الشركات الأمريكية على نحو نصف مبيعات الأسلحة في العالم خلال عام 2021
روسيا والشرق الأوسط
وتضم قائمة أكبر 100 شركة أسلحة 6 شركات روسية بإجمالي مبيعات بلغت 17,8 مليار دولار، ما يعني زيادة بنسبة 0,4% عن عام 2020. وقد أشار تقرير سيبري إلى أنه قبل التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، كانت هناك مؤشرات على تفشي الركود في صناعة التسليح الروسية.
وتضم قائمة أكبر 100 شركة سلاح 5 شركات تتخذ من بلدان الشرق الأوسط مقرا لها حيث حققت نموا في المبيعات بلغ 15 مليار دولار العام الماضي بنسبة زيادة بلغت 6,5% مقارنة بعام 2020.
وقال التقرير إن هذه الزيادة تعد أسرع وتيرة النمو في المناطق التي تُمثلها الشركات المئة.
المصدر: الوكالة الألمانية
تعقيب: حرب أوكرانيا: ليست كل الأنباء سارة لشركات صناعة الأسلحة! - روابط تقنية