
يسأل إيلون ماسك المستخدمين عما إذا كان يجب أن يتنحى بعد أقل من شهرين من توليه رئاسة شبكة تويتر في نهاية أكتوبر 2022
صوّت مستخدمو تويتر لصالح تنحّي إيلون ماسك عن الرئاسة التنفيذية للمنصّة التي يملكها، وذلك في استفتاء أجراه الملياردير الأمريكي عبر تويتر.
وقالت نسبة 57.5% من المشاركين في الاستفتاء: “نعم”، بعد أن سأل ماسك متابعيه عبر المنصة والبالغ عددهم 122 مليون: “هل يجب أن أتنحى عن منصبي كرئيس لتويتر؟ سألتزم بنتائج هذا الاستطلاع”.
وكان ماسك، الذي اشترى تويتر بـ 44 مليار دولار، قد أعلن قبل انتهاء الاستفتاء أنه سيلتزم بنتائجه.
ومنذ استحواذه على تويتر، يواجه قطب التكنولوجيا -الذي يدير أيضا شركتَي تسلا وسبيس إكس- انتقادات جمّة.
ولم يعلّق ماسك حتى الآن على نتيجة الاستفتاء. ولكن حتى لو استقال كرئيس تنفيذي لتويتر، فإنه سيظل مالكا للمنصة.
وشارك نحو 17.5 مليون شخص في الاستفتاء يوم الاثنين 19 ديسمبر.
Should I step down as head of Twitter? I will abide by the results of this poll.
— Elon Musk (@elonmusk) December 18, 2022
وسبق والتزم ماسك بنتائج استفتاءات أجريت عبر تويتر.
وقال دان آيفز، وهو كبير محللين لدى مؤسسة ويدبوش سيكيوريتيز، لبي بي سي، إنه يعتقد أن هذا الاستفتاء سيضع نهاية لرئاسة ماسك التنفيذية على تويتر.
ومنذ اشترى ماسك منصة التواصل الاجتماعي، شهدت تويتر جُملة من التغييرات المثيرة للجدل. وقد سرّح الملياردير الأمريكي نحو نصف العاملين في تويتر، كما حاول فرْض رسوم مقابل وضْع علامة التحقق الزرقاء، قبل أن تتوقف المحاولة ليعود الأمر إلى سابق عهده قبل أسبوع.
كما واجه ماسك انتقادات على محاولته التعديل في سياسة الإشراف على المحتوى في تويتر، ما جرّ عليه اتهامات من مجموعات حقوقية مدنية باتخاذ خطوات من شأنها تغذية خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
وفي يوم الجمعة 16 ديسمبر، أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إيلون ماسك بسبب قرار تويتر تعليق حسابات عدد من الصحفيين الذين يتولّون تغطية أخبار منصة التواصل الاجتماعي.
ومن بين هؤلاء المستهدفين، صحفيون من نيويورك تايمز، وسي إن إن، وواشنطن بوست. وقد أُلغيت في وقت لاحق عملية تعليق حساباتهم.
وغرّدت الأمم المتحدة عبر تويتر بأن حرية الإعلام “ليست لعبة”، بينما هدد الاتحاد الأوروبي تويتر بعقوبات.
عرض في السيرك

جاريد كوشنر (يسار) و إيلون ماسك يشاهدان نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر 18 ديسمبر 2022
وقال آيفز، محلل ويدبوش سيكيوريتيز، إن الأشهر والأسابيع القليلة الماضية كانت صعبة على ماسك وعلى تسلا – التي تحوي معظم ثروة الملياردير الأمريكي.
وأضاف آيفز: “الوضع الآن في تويتر أشبه بالوقوف على رمال متحركة، وأظن هذا الوضع يسوء منذ استحواذ ماسك على منصة التواصل الاجتماعي. لقد كان الأمر أشبه بـ عرض في السيرك”.
وتابع آيفز: “أعتقد في نهاية الأمر وفي غضون الـ 24 ساعة المقبلة، ربما يسمّي ماسك رئيسا تنفيذيا جديدا مؤقتا لـ تويتر”.
وفي بداية الاستفتاء، غرّد ماسك قائلا: “كما تقول الحكمة المأثورة: كن حذرا فيما تتمناه، فقد تحصل عليه”.
ثم أضاف لاحقا: “أولئك الذين ينشدون القوة هم على الأقل مَن يستحقونها”.
ويعتقد المحلل آيفز أن ماسك قد أدرك أنه “لا يمكنه الموازنة” بين رئاسة تويتر إلى جانب رئاسة شركة السيارات الكهربائية تسلا ومعهما شركة الفضاء سبيس إكس.
وأضاف آيفز: “المشكلة الأكبر هي أنه كلما زاد الجدل الذي يثيره (ماسك)، زاد عدد المعلنين المغادرين لتويتر وغادرت معهم 90% من عائدات منصة التواصل الاجتماعي”.
ورأى روس مولد، مدير الاستثمار لدى شركة أيه جيه بيل، لخدمات سمسرة الأوراق المالية عبر الإنترنت، أن المستثمرين في تسلا “يراقبون عن كثب” نتائج استفتاء ماسك.
وقال روس مولد: “في ظل هذا الكَم من الفوضى التي عمّت تويتر تحت رئاسة إيلون ماسك، سيتنفس المستثمرون في شركة السيارات الكهربائية الصعداء إذا ما تنحّى (ماسك) عن رئاسة تويتر التنفيذية وعاد أدراجه بكامل تركيزه إلى تسلا”.
المصدر: بي بي سي – وكالات